انتشرت الألعاب الإلكترونية كثيرًا بين أيدى الأطفال الذين أصبحوا يجلسون لممارستها ساعات طوال أمام شاشات الحاسب الآلى والتلفاز حتى أصبحت هذه الألعاب تشكل خطرًا عليهم، فبعد أن كان الأطفال يلعبون معا بالألعاب التى هى من صنع أيديهم والتى تكسبهم خبرات ومهارات كثيرة أصبحوا يلعبون بمفردهم بالألعاب التكنولوجية بدون مشاركة الآخرين معهم، مما يجعلنا نلتفت إلى هذه المشكلة بصوره حقيقية.
ويقول دكتور إيهاب عيد، استشارى سلوكيات الأطفال والمراهقين وصعوبات التعليم:
مما لاشك فيه أن جميع الألعاب لها سلبياتها وإيجابياتها، ولكن للألعاب الشعبية امتيازات أكثر من باقى الألعاب، فهى تساعد على شعور الطفل بالانتماء والولاء للوطن، لأن هذه الألعاب هى نابعة من الوطن والشوارع المصرية فعلى سبيل المثال لعبة "الكرة الشراب" فهى من الألعاب التى صنعها الطفل بنفسه لاحتياجه لها قديما لينمى مهاراته الرياضية، والدليل على ذلك أن أغلب مشاهير الكرة المصرية الآن كانوا قد نمو مهارتهم بها وهم صغار قبل اكتشاف المدربين لهم وانتقالهم إلى الملاعب، ولعبة "القطة العامية" فهى من الألعاب التى تزيد من قوة الإدراك السمعى للأطفال، ولعبة "البلى" تساعد أيضا على التركيز البصرى، والعرائس الشعبية القديمة التى تعبر عن شخصيات تاريخية فهى تساعد على معرفة الأطفال على شخصيات تساعد فى ترسيخ القيم والمبادئ بداخلهم، ومنها يمكن أن يستغل الآباء لعبة العرائس فى تربية أبنائهم.
ويضيف دكتور إيهاب عيد قائلا: "أما بالنسبة للألعاب الإلكترونية مثل "البلاى ستبشن" وغيرها فقد أثبتت بعض الدراسات أنها تزيد من ذكاء الأطفال وهذا جزء لا يمكن إخفاؤه، ومع ذلك الألعاب الشعبية القديمة لابد أن تنتشر مره أخرى لأهميتها الأكثر تأثيرا على الأطفال، لذلك أنصح بتكوين جهاز فى الدولة للاهتمام بالألعاب الشعبية القديمة التى هى من اختراع الطفل نفسه، وهذا الجهاز يتكون من علماء نفس واجتماع، بالإضافة إلى صانعى هذه الألعاب والمهتمين بها للمساهمة فى أحيائها وانتشارها وللقيام بدورها فى تنمية ذكاء ومهارات الأطفال".
ويشير دكتور تامر جمال اختصاصى توجيه نفسى ومدير مركز "إشراقة للاستشارات النفسية" إلى أن اختفاء ألعاب الأطفال القديمة تؤثر بشكل أساسى على التواصل الاجتماعى للطفل الذى كان يحدث بين الأطفال عندما يلعبون بهذه الألعاب، بالإضافة إلى الألفة التى كانت تنشأ بين الطفل وألعابه، لأنه كان هو من يصنعها سواء كانت لعبة الطيارة أو النحلة، ولكن الآن الأمر اختلف تماما فالألعاب الحديثة والإلكترونية اختفى منها هذا التواصل، نظرًا لتجددها الدائم والسريع، بالإضافة إلى إمكانية ممارسة الطفل للعب بمفرده أو اللعب على جهاز الكمبيوتر الذى يعطى له الأوامر ويلعب معه فإذا أخذنا فى الاعتبار فكرة التواصل الاجتماعى من خلال لعب الأب والأم والأخوات مع طفلهم لكان تأثيره الإيجابى ظهر على الأطفال.
ويرجع دكتور تامر جمال السبب فى إهمال الأطفال للألعاب القديمة إلى التطور التكنولوجى السريع الذى يلفت أنظار الطفل إليه نتيجة لمؤثراته الصوتية واللونية وكثرة تنوع هذه الألعاب، مما يجذب الطفل إليه، وبهذا يمكن التأكيد على أن التطور الألعاب الشعبية القديمة بطىء مقارنة بالألعاب التكنولوجية الحديثة.
الكاتب: أمنية فايد
المصدر: موقع اليوم السابع